شهدت أسواق النفط العالمية قفزة هائلة في أسعارها على مدار تعاملات شهر آيار/ مايو،حيث حقق الخام الأمريكي ارتفاعًا بنحو 85% وأضاف خام برنت مكاسب بنحو 41% في أكبر ارتفاع شهري منذ عام 1990.
وتقترب الأسعار حاليًا فوق نصف ما كانت عليه في بداية العام، وسط إشارات على أن الاقتصاد العالمي يتحرك ببطء نحو الفتح التدريجي بعد أكثر من شهرين من الإغلاق، وتُظهر البيانات أن الطلب على السلع يرتفع ولكنه ببطء عن المتوقع.
التفاؤل يسود الأسواق مع التخفيف التدريجي لإجراءات الإغلاق
تتحرك العديد من الاقتصادات الكبرى والكثير من دول العالم نحو تخفيف تدريجي لإجراءات الإغلاق الصارمة التي تم فرضها للحد من انتشار الفيروس وتقليص تفاقم الأزمة، والتي من شأنها أن تعزز المعنويات وتثير الآمال في إحياء الطلب على النفط الخام خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن طوال فترة الإغلاق توقفت أنشطة البناء والأنشطة الصناعية.
ومع عودة العالم إلى طبيعته، تعد ايطاليا واسبانيا التي واجهت بعض القيود الأكثر صرامة في العالم منذ منتصف آذار/ مارس من بين الدول التي تسهل إجراءات الإغلاق أو تضع جدولًا زمنيًا للقيام بذلك، وقد تحركت أيضًا بعض الولايات الأمريكية أيضًا لتسهيل عمليات الإغلاق مع إعادة فتح الأعمال والشواطئ غير الضرورية في بعض أنحاء البلاد.
ساعد التفاؤل الذهب الأسود على تسجيل مكاسب منقطة النظير خلال شهر مايو هي الأعلى منذ عام 1990، لتعزيز الحجة القائلة بأن الأسوأ قد انتهي بالنسبة للنفط، بالنظر إلى حقيقة أن منتجي النفط الرئيسين ملتزمون بقطع إمدادات النفط وفقًا للاتفاقية الأخيرة التي تم عقدها التي قضت على حرب الأسعار بين المملكة العربية السعودية وروسيا.
اتفق أعضاء منظمة أوبك وروسيا بما يطلق عليه تحالف أوبك بلس تخفيض مستويات الانتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميًا بدءًا من 1آيار/ مايو، كما اتفقوا على أن الامتثال سيكون قويًا وسيضع حدًا للأسعار الضعيفة.
ومع ذلك، يعتقد المحللون أن جائحة فيروس كورونا قد تتسبب في بعض الضرر المستدام للاقتصاد العالمي، بالرغم من ذلك لا تزال الآمال حية بتواجد أنشطة تعزز مرة أخرى مع ضخ الاقتصادات العالمية أموال جديدة في النظام المالي من خلال إجراءات التسهيل الكمي،وعقب تفشي جائحة فيروس كورونا أعلنت العديد من الاقتصادات المتقدمة والنامية عن ضخ مليارات الدولارات لإعادة اقتصاداتها إلى مسار النمو.
تحذيرات من تراجع أسعار النفط
ومن جهة أخرى، يحذر خبراء الطاقة من أن أسعار النفط قد تنخفض مرة أخرى إذا حدث موجة ثانية من الجائحة التيسترفع من حالات الإصابة بالفيروس والوفيات،خاصة مع بدء الحكومات السماح للشركات بإعادة فتح أبوابها وتشجيع الناس على التحرك بحرية أكبر.
قد تنخفض الأسعار أيضًا عندما يرتفع المعروض بأكثر من 50 مليون برميل من النفط الخام السعودي إلى الولايات المتحدة في الشهرين المقبلين وفقًا للاتفاقية أوبك بلس، هذا العرض يمكن أن يطغى على مرافق التخزين وخطوط الأنابيب والمصافي، مما يترك مجالًا صغيرًا للإنتاج المحلي.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية في شهر أبريل الماضي بأن الطلب على الطاقة سينخفض بنسبة 6% في عام 2020 بما يعادل 9.3 مليون برميل يوميًا، أي سبعة أضعاف الانخفاض الذي حدث بعد الأزمة المالية العالمية لعام 2008، وبالرغم من تلك التحذيرات إلا أن أسعار النفط تجاهلتها واستمرت بالارتفاع بقوة.
بينما يتوقع محللون أن يتراجع معدلات الطلب بنحو 20 مليون إلى 25 مليون برميل يوميًا في الربع الثاني، ليصل إلى 9.2 -10.6 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية العام، ويعاذ تلك التوقعات إلى الفتح البطيء للاقتصادات الكبرى ومخاطر حدوث موجة ثانية وعودة محتملة أسوأ لكوفيد19 في الشتاء.
- الدولار الأمريكي يمحو إلى حد كبير مكاسب 2024 وسط التوقعات بخفض أسعار الفائدة الفيدرالية - 17 سبتمبر, 2024
- أزواج العملات النادرة في سوق الفوركس - 26 مايو, 2023
- أهم النصائح لبدء التداول في سوق الفوركس - 20 أبريل, 2023